البداية من جديد لمستقبل مشرق وواعد،
يمر الانسان بتقلبات عديدة في حياته على المستوى الفكري والصحي وكذلك على المستوى العملي. ورغم كل التحولات يجب على الانسان أن يتفائل ويعيد ترتيب أولوياته ومراجعة سابق خطواته، ثم يقوم بالتجهيز لخطة الانطلاق من جديد. المهم ألا نقوم بتأطير أنفسنا وخطواتنا وتوقعاتنا، بل أن نجعل أفقنا أوسع في هذا الفضاء الفسيح. إن لم تنجح في مجال تجاري ستنجح في غيره ولكن في الوقت المناسب. والنجاح له أوجه عديدة، ويمكن لكل انسان أن يحقق نجاحه الخاص، سواء على المستوى الوظيفي، أو على المستوى المهاري، أو التعليمي، أو على المستوى الاجتماعي، أو غير ذلك.
الحياة فيها كد وكبد، وفيها الهناء والسعادة، فلا تحمّل نفسك ما لا تطيق، ولا تعلّق أمالك على سراب فتظلّ الطريق. تحمّل المسؤولية وتوكل على الله، انطلق وكلك حماس وشجاعة وتغلّب على كل التحديات، لأنها وضعت لاختبار قدراتك وقراراتك، فليس بالضرورة أن تصرّ على نفس المسار، ولكن يجب عليك أن تجد حلول بدلية، حتى وإن زادت المسافة في الوصول، المهم ألا تقنط ولا تيأس، واستعن بالله.
دعني أخبرك بشيء من العجائب. وضعت على كاهلي أحمال قاسية خلال الفترة الماضية، ومضيت في طريق وعر وصعب، وكنت مصراً على المضي قدماً مهما كانت التبعات. أثّر ذلك عليّ من جميع النواحي، بداية بالاجهاد الفكري لإيجاد حل لكل معضلة، ثم استلام إدارة الأمور بنفسي في أكثر من أمر، ثم بدأت بالاقتراض ممن هم حولي، ذلك أدّى إلى ضغط سرعة الوفاء والسداد للديون، فبدأ الوضع المالي يزداد سوءًا، ثم قاد ذلك إلى التأثير على مستوى الأسرة، كل ذلك انعكس مرّة أخرى على الصحة النفسية ثم الجسدية. وبعد كل ذلك قررت وقف النزيف ورفع الراية البيضاء كما ذكرت في مقالي السابق. أتعرف ماذا حصل بعد ذلك!
بدأت الأمور تنحل بشكل تدريجي بقدرة الله وحده، الذي سخّر الأسباب التي يراها في صالح الانسان الجاهل الضعيف وبدون تدخل منه أو طلب من الآخرين، في فترة لا تتجاوز 15 يوما، تحديات وأزمات تعدت الخمس سنوات من التعب والاجهاد والمرض وعدم الاستقرار. وليس ذلك فحسب، بل بدأت أرى العجائب واللحظات السّارة تتداعى من تلقاء نفسها ويتم تسخيرها من الله الذي إذا أرد لشيء أن يكون فهو لا يتعدى حرف الكاف والنون. وعلى ذلك يجب أن نحمد الله ونشكره، ونستغفره من كل شيء حتى تغمرنا رحمته ويسعدنا عطائه الذي لا ينفد سبحانه.
وأعدك عزيزي القارئ أن مستقبلك سيكون كله خير فقط إذا اجتهدت وأخلصت ذلك في مرضاة الله.