لعلنا نشهد في حاضر أيامنا مدى تهافت الكبار والصغار إلى الشهرة عبر كاميرات الهواتف الذكية، فالأمر أصبح بغاية السهولة. وسبب هوس الشهرة الذي يعيشه المجتمع هو الإغراءات المالية التي يتحصل عليها كل من حقق مشاهدات عالية وأصبح حديث (#ترند) الساحة. فالشركات وجدت ضالتها في الترويج والإعلان لمنتجاتها وتحقيق مبيعات ضخمة خلال ساعات. في هذا المقال سأتحدث بشكل مخصوص عن أحد الأمور التي استجدت في ميدان الشهرة والتأثير، عن الشهرة على أكتاف المشاهير.
ما أحدثته وسائل التواصل الاجتماعي خلال عقد من الزمن أمر غير مسبوق إطلاقاً. فقد انعكس تأثيرها على مجالات متعددة وأصبحت تشكل خطراً على المنظمات الخاصة والحكومية. ولعل سهولة الاستخدام وتطور خدمات الإنترنت أسهمت في جذب الكثير من البشر للبقاء متصلين بهذا العالم الرقمي الذي بدوره غير المفاهيم لديهم في الحصول على الاحتياجات وتحقيق الرغبات من ترفيه وتسوق.
ولأن التغيير والتطوير في المنظمات يأخذ وقتاً طويلاً بسبب الأنظمة والإجراءات الروتينية البطيئة على عكس سرعة تطور وسائل التواصل الرقمي. جعل للأخيرة الأفضلية والأسبقية في حصد الثمرات مبكراً، وأنتقل التأثير العالي إليها وأقتنصها الأفراد أصحاب المحتوى الترفيهي السهل المستمر وباتو هم المثؤثرون والمشاهير بعدد المشاهدات المتابعات.
هذا التحول المفاجئ الذي ساهم في سحب البساط من المؤسسات الإعلامية التقليدية من صحافة وتلفزيون. جعل الكرة في ملعب المشاهير الأفراد رواد التواصل الإجتماعي الذين استحوذو على كيكة الترويج والإعلان، وألحقو بسابقيهم الخسائر الفادحة. لذلك نشأ صراع البقاء بين الطرفين وظهر للعلن من خلال الاتهامات وإستغلال العثرات التي تحدث.
وبدأت مرحلة جديدة عبر الصعود على هذه العثرات من المشاهير التي باتت تؤتي أكلها وتجني ثمرات التأثير والشهرة. فهذه الطريقة فعالة جداً وأسهل من صناعة المحتوى المتجدد الذي يتطلب أيام من العمل المنهك. كما أنها لا تتطلب الاستمرار في الطرح، فكل ما عليك فعله تصيد هفوات المشاهير وجعلها مادة اعلامية تحقق متابعات عالية لعشاق الفضائح والإشاعات.
ويبدو أن الأمر سيستمر على ما هو عليه من تراشق اتهامات وتخوين وكيد لكل طرف على حساب الآخر. وهذا الأمر ليس صحياً ولا يبني مجتمعاً مترابطاً. فيجب على كل طرف أن يعمل جاهدًا في سبيل النهوض بهذا الوطن على كافة الأصعدة. وربما حان الوقت لتنظيم هذه العملية بقانون يكفل لكل الأطراف الإستفادة من التطور التقني في عملية التواصل مع الجماهير والتأثير، والتكاتف في سبيل إرتقاء هذا الوطن كجسد واحد.