الجميع يتحدث في هذه الأيام عن ظاهرة التنمر في وسائل التواصل الاجتماعي على المستويين العالمي والمحلي. ورغبة في إبداء رأيي عن بعض الأمور التي تتعلق بعالم التواصل الرقمي فقد خصصت موقعي الشخصي لطرح مثل هذه المواضيع وتناولها من منظور شخصي وبلغة بسيطة غير متكلفة.
جميعنا يشهد الإنفجار الكبير في وسائل التواصل حيث أننا أصبحنا متعلقين بهذه الأجهزة وهذا العالم فلا نفارقه أبدًا. وظاهرة التنمر بدأت تظهر على السطح وتزداد حدتها مع زيادة هذا التعلق. والسبب أن البشر بطبعهم يريدون التعبير عن انطباعاتهم فيما يحدث بشكل يومي، وهذا الأمر يعتبره البعض نقدا والبعض الآخر يراه تنمراً. ما أريد ايصاله هنا أن هذا السلوك موجود وليس حديث الظهور لكنه كان يحدث على نطاق ضيق ومحدود ولكن مواقع التواصل ساعدت في انتشاره.
هذا السلوك له مسببات كثيرة أحدها أن ما يطرح يكون مخالفا لما تعود عليه بعض المجتمعات من أعراف وتقاليد. وبعضها يكون حسدا أو غبطة من الجمهور لمن يبرز في هذا العالم من مؤثرين ومشاهير. ومع حرية التعبير في هذه الوسائل إزدادت سلطة الأفراد وتأخرت المنظمات الرسمية في تشريع أنظمة تتناسب مع هذا التطور السريع في الوسائل.
ومن خلال هذه الوسائل برزت أسماء لاشخاص أصبحو حديث الساحة فسحب هؤلاء الأفراد البساط من تحت أقدام منصات الإعلام التقليدية من حيث المتابعة والتأثير. وهذا أدى بدوره إلى تحرك مؤسسات الإعلام بالدفاع عن حصتهم في التأثير والمتابعة، عن طريق نقد اخطاء المؤثرين وتجييش الرأي العام على النقد اللاذع وبالتالي التنمر على اشخاص المؤثرين لا على اخطائهم. وهذا سبب رد فعل أيضاً من قبل المؤثرين في التعامل مع مثل هذه الهجمات.
ترتب على كل ذلك آثار نفسية واجتماعية منها ما أدى إلى الإنتحار أو الهروب للخارج أو إلى العزلة. وبعضهم استمر في الظهور وممارسة تأثيرهم في منصات التواصل رغم كل ما يحدث لهم من تنمر مقابل الحصول على أموال الإعلانات التي تحقق لهم الرفاهية وتوفر احتياجاتهم المادية.
أود الإشارة في الختام أنه تم إيجاد بعض القوانين للحد من التنمر والتحرش الغير مبرر وهذه القوانين تحتاج إلى وقت حتى تنظم ما يحدث في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، وحتى يرى المتنمرون تبعات ممارسة التنمر والتوقف عن هذا السلوك.