ها أنا ذا أمشي بجانب نهر في بلدة صغيرة، بلدة يغمرها السكون رغم الفوضى والصخب الدائم،
أو أن السكون هو أنا! والبلدة عالم مليء بالحركة، في حديقة تملؤها الأشجار
قبل الغروب بل إنها أول ساعات النهار
لا أذكر،
أكاد أن أجزم
هل أجزم لا لا فأنا لا لا أعلم!
أن السماء كانت زرقاء
لحظة! زرقاء؟ أم مختلطة ببعض الألوان الحمراء؟
أعني الصفراء! صفراء لا ليست صفراء
لا أذكر لكن الذي أعلمه أني كنت لوحدي
نعم فأنا أمشي وأنا حيٌ أرزق، مشيت كثيراً حتى أنهكت عضلاتي، فنحل الجسد وبانت تجاعيد جبيني،
وبكل خطوة أخطو يهيم عقلي بأوهامه، بأحلامه، بسابق أيامه
أتذكر تلك السنين الماضية
وقصصها المتنوعة
مع الأصحاب
وأتذكر سيري اللامتناهي
لوحدي
وبدوني
ومعي
وحبري ينهمر حتى يملأ أوراقي وصفحاتي ستدوم ولن تحرق
***
فبداية كل رواياتي
كنت أسير
ومازلت أسير
ونهايتها دوماً إصراري
بإكمال السير
؛؛؛
مشيت مشيت
مررت بجانب طفل مسكين طفل محروم من أبسط حقوقه أن يلعب برفقة أصحابه
كانت تمنعه أمه! لا، يزجره أبوه؛ هل كان أبوه أم خاله أم عمه.
جلست في كرسي أرقب المشهد كرسي كان متهالك بجانب أشجار الغابة
هذا الطفل صغير وكان الأهل يقومون بزجره، ولم يسلم من أخته
بل قاسى حتى من صحبه
؛؛؛
فاقترب هذا المحروم من الكرسي جلس بجانبي ولم يدر من كان هنا!
وأنا تغمرني الحيرة هل فعلاً هذا الطفل مشاكس! أم مذنب
كانت تبدو على جبينه حيرة لماذا الكل يمارس معه القوة
مسكين هذا المحروم كان خطأه ما يسميه البعض براءة
غير الأطفال يزداد كثيراً في الطيبة
طبع الأطفال التخريب إلا هو، وعند العقاب ترمى على المسكين التهمة
فينفي ويبرر ولكن قد سبق السيف كلامه
يغمره الصمت يبكي والحرقة في داخل جوفه
وإن سمع بكاءة من حوله، تزداد عليه القسوة
حتى يصمت حتى يسكت
تحسّر هذا المسكين
هو لا يعلم ما القادم في أقسى أيامه هل سيرى في القادم أجملها
لا يعلم! ومن يعلم
لا أدري
؛؛؛
غير مهم
اكملت المشي
مشيت مشيت
***