في يوم طاب لي الاستلقاء
لا على ضفاف الشاطئ إنما على رمال الصحراء
في وقت العصر وحيداً بعيداً عن جميع الدخلاء
وكان للرمال بريقاً تعكسه اشعة الشمس الصفراء
فإذا بألوانها تتمايل وتتقلب بتدرجات هي أقرب إلى الحمراء
كانت تعانقني نسمات محملة برمالها حتى قاربت على الإغماء
غبت عن الوعي
وغابت عن عيني الدنيا
فاختنقت بداخلي الأنفاس ؛؛؛ وما عدت أسمع غوغاء الناس
بدأت المشاعر بالذوبان وتلاشت من داخلي همسات الإحساس
***
دفنت الرمال أشلائي ولم يبقى من جسدي أشياء
زالت آثاري ومعالمي فصرت جزءاً من رمال هذه الصحراء
ساقتني الرياح في كل الأنحاء
***
تناثرت أجزائي في كل مكان
ولم يعد شيء فيّ يتشكل بشكل الإنسان
فصرت كقطعة من طين فتك بها فيضان النسيان
ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان
وبعد آلاف الأزمان
عاد باكتشافي شيء يقال له إنسان
أمر قدره الله وبدون الله لا قدرة لبني الإنسان.
أعاد جمع أطرافي وأعاد صفّها بطريقة أكاد أجهلها
فيها قليل من التشويه؛؛؛ وأجزاء منّي مفقودة
بسبب ثوران البركان
فوضعني في مكان
وأطلق عليه
متحف هذيان